أنا من مزدريي الأديان يا أمن الدولة

وقفت وراجعت نفسي وما أومن به وما أنظر به وما أتحدث به هنا وعلانية مع أصدقائي ومعارفي ومن ألتقيهم صدفة ونأتي على ذكر مواقفنا الدينية، بعد كل هذا وفي ضوء توجيه تهمة ازدراء الأديان لبعض القرآنيين في مصر، أحب أن أقرر ان أنا أيضًا من مزدري الأديان.

لا أعرف كيف يكون من يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت، كيف يكون من مزدري الأديان. لا أفهم كيف يؤدي الاختلاف على التفاصيل أن يتم به اقصاء الآخريين هكذا. قد يتسائل البعض، لماذا تؤرقني هذه الحادثة بالذات وقد سبقتها أخريات لا تقل عنها شدة. أقول أن توجيه اتهام تافه كهذا إلى جماعة لم تعلن انها خرجت عن الأسس المتفق عليها لدين الاسلام يفتح الباب إلى توجيه نفس التهمة إلى قاعدة كبيرة ممن يعتبرون أنفسهم محايدون دينيًا، أي قد لا يقبلون على أن يصنفون على أنهم من السنة أو الشيعة. بل وقد يستخدم هذا الاتهام في استهداف أكثر الحركات الدينية سلمًا إذا تم النظر بشكل عميق في كتاباتهم وأفكارهم. أقصد المتصوفة. بل انه لا يستلزم أي جهد في أن تستخدم ابن عربي لكي تخرج كل المتصوفة من الاسلام. ولكن لماذا القرآنيين بالذات مع أنهم أعلنوها مرارًا أن ليس لديهم أي طموح سياسي؟ اعتقد لأنهم عقلانيين. متحضرين. يدعون إلى استخدام العقل والمنطق عند النظر ودراسة النصوص الدينية. فويل للنظام إذا سمح لفرقة عقلانية مفكرة ذات فكر متطور من النمو داخل الوطن. أعتقد أن الحكومة مرتاحة بشكل ما من وجود المنظر الأول لهذه الجماعة في الولايات المتحدة حتى تستخدم فزاعة العمالة للخارج في كل وقت وفي كل حين.

ما هذا القرف ما هذه البلد، إلى أين يمكن أن يصل بنا الانحطاط. هل فعلاً هذه هي مصر مصدر الإلهام وشعاع الثقافة والتنوير. كلما تحدث مثل هذه أحداث يتم فيها القبض على أشخاص وتوجيه اتهامات سخيفة وغير معقولة إليهم مثل تكدير الأمن العام، اهانة رئيس الجمهورية، التحريض على قلب نظام الحكم، ازدراء الأديان، الانتماء إلى جماعة محظورة وإلى آخر هذه القائمة السخيفة والتافهة واللا معقولة من الاتهامات الخرافية؛ كلما يحدث ذلك أشعر بأني لا أريد أن أنتمي إلى هذا الوطن لأنه مع كل يوم يمر تتقلص مساحة الحرية ويزداد بذلك البشر تسطيحًا وأعلم أننا كمصريين أمة مصيرها في مصرف التاريخ. أنا يا سادة أخجل من ذكر أني مصري.

8 تعليقات

  1. عندك حق .. طبعا قرف, و مش هي دي مصر و لا هي مركز ثقافة و لا تنوير و لا أي حاجة، دي عبارة عن مسخ، حاجة و لا ليها طعم و لا لون .. بس الحل إيه؟ أنا نفسي تعبت من البحث عن حل و كل يوم بتنتقل الأمور من السيء إلى الأسوأ! و بعدين؟

  2. ده نتيجة مباشرة لثقافة الجبن سعادتك… لما تتربى و تتعلم على إنك “تاكل عيش” و “تمشي جنب الحيط” في الآخر لما حد يحاول يتناقش معاك بمنطق يختلف عن السائد و العام، بتلاقي نفسك ذاتيا بترد عليه بقائمة طويلة من التهم الجاهزة المبررة في اللا وعي منذ سنين.

    فيه أكتر من حل للكلام الفاضي ده… بس أنا شايف إنه أهمهم انك تفضح الجبان بجبنه، و ده هينتج عنه حاجة من اتنين، يا إما هيفقد شعبيته، يا إما هيفقد ثقته في نفسه… الاتنين أجمد من بعض.. نياهاهاها

    و اللي عاوز يروح المصرف بقى ساعتها يبقى يروح… أنا مش ناوي

  3. الدولة ما يهمهاش الاديان أساسا. الدولة مش عاوزة وجع دماغ. الاختلافات الثقافية وجع دماغ للدولة علشان كدا بتكبتها. بتخاف أن الناس تصطدم فتجيب لها الكلام.

    الدولة بسبغل الأديان و المتطرفين علشان تحقق حالة تكون فيها لها السيطرة.

    كان في مدون شاب من القرآنيين لكنه لم يعد ينشر منذ فترة.

    يا ريت يرجع هو و غيره.

  4. ماكروستالين، دعك من موضوع الاحترام هذا فأنا لن أتزوج من عائلتك 🙂 ولكني سعيد لأني دفعتك بشدة إلى الكتابة وهذا وا أعتبره هو الانجاز الأكبر حتى هذه اللحظة لهذه المدونة. زرت مدونتك وقرأت نقدك وأعجبني شعارها “Benign Can Turn to Malignant” والذي من الممكن أن تستخدمه كقاعدة تبني عليها الكثير من الكتابات.

  5. انت فعلا لن تتزوج من عائلتى وفعلا الشعار انا ابنى عليه كلامى وصراحة اسلوبك جعلنى احترمك مرة اخرى “طبعا مش عشان اتجوز انا من عائلتك” لكن ما زلنا مختلفين

  6. بغض النظر عن اتفاقي معاك في اغلب الكلام لكن جملة استرعت انتباهي و هي اخر جملة .. انت تخجل من انك مصري .. و الاسباب هي ما ذكرته في هذا المقال .. ما اريد قوله ان الجميع اصبح يخجل لكن لأسباب مختلفة .. هناك من يخجل لان مصر دولة تابعة لأفريقيا او دولة عالم ثالث و هناك من يخجل لان التي شيرت الذي يرتديه ( مش من التوكيل ) .. او مش كوتشي نايك او اديداس اصلي .. الحمد لله اننا بنخجل من حكومتنا و اقتصادنا و حال مجتمعنا ..

  7. أخى
    قد أثرت حفيظتى وكتبت من أجل مصر ………… وبإختصار شديدٌ شديد .. فليس لمصر الوطن الأرض والشمس الأهرام والنيل ليس لها أىذنب
    فما نراه الآن دورة من دورات الزمن سرعان ما تتبدل .. فدوام الحال من المحال ..وستعود مصر يوما لوجهها الأصيل والمشرق
    وإليك قصيدة شعرية كتبتها مؤخرا فى هذا السياق

    فِــرْعـوْنـِىّ
    **
    فِرْعونِىّ الأصل أنا
    قد أغرانى موسى
    وعصــــاهْ
    لقَــفَتْ كلّ الحيـّاتْ
    وتجـلـّتْ فيها الآياتْ
    آمنــْتُ بربِّهِ والسحرهْ
    قالوا : آمنـّا .. بحـْثا عن ذاك إلاهْ
    **
    هربوا بعض الأخـْوان وغابوا ..
    خوفا من هذا الفرعوْن !!
    وبقيْت ُ بدينى فى وطنى أتعبّدُ سرا ً
    فعرفت ُ اللهْ
    **
    مِنْ نبْع النــور سرى وهْجٌ
    فوق التــوراة يـُحـَفــِّزُنا
    ويُـشيرُ لذاتهِ مــرْحمة ً
    منْ أجل الخلق ِيراسِــلـُنا
    **
    وسُنـُون ٌ بعد قرون ٍ حُبلى
    قد مــرّتْ
    إذ ْ جهـْراً صليْنا فى بيت اللهْ
    وقرونٌ أخرى قد وضعتْ
    وسمعت ُ الطفلَ يـُنادى ..
    ,, إنـِّى عبد اللهْ,,
    وتـَوالتْ عبـْر الطفل ِ الآياتْ
    إعجازٌ .. إعْجازٌ.. ونشـُورْ
    قد أشـْفى الأكـْمَهَ والأبْرصْ
    وأعَادَ الأعـْمى للنورْ!!
    إعْجازٌ .. إعْجازْ
    كعصاةٍ تلـْقفُ كل الحيـّاتْ
    **
    من نبـْعِ النور سرى وهْجٌ ً
    فوق الأنـْجيلِ يـُذكّرنا
    ويــُشير لذاته مرحمة ً
    من أجل الخلق يراسلنا
    **
    وظـَللـْتُ قرونا: نصْرانيا ًقبْطـِّيا ..
    أعـْبدُ ربّى
    وأخى ،جارى مازال يهوديّا ..
    أيضا.ً. يعبدُ ربـّى
    وتعايشْنا شعباً ،وطناً فرعوْنيّا
    حتى …
    طـَلَعَتْ أنوارُ البدْر ِ عَليّا
    **
    من نبْعِ النور زهى نجمٌ
    بـِقـُريْشـَةِ مكة َ يـُبـْهرُنا
    حبٌ ووصالٌ آخر من ربّى
    ورسالة ُ صدق ٍ تغـْمـُرنا
    وسماءٌ تـُغْـدِقُ رحمتها
    وأياد ٍ قـُدس ٍ تـُنـْقِذ ُنا
    **
    فعشقتُ النورَ ولى أملٌ
    كل الأحباب يحاكونى
    لكنْ …
    بقيتْ فى أرضى كلُّ الأديانِْ
    أحـْبابْ
    باتـَتْ تتعايش كالأخوان ْ
    فى نفس الأرض .. لقد نبتوا
    من نفس النيل .. لقد شربوا
    إخوانٌ عبر الأجيال يناديهمْ ..
    وطنٌ
    فيضمُّ أياديهمْ
    ويعيشوا للنيل سلامْ
    **
    فحقيْــقَتـُنا أنـّا عربٌ من أصلٍ فرعونىّ
    كنّا قبل التاريخِ حياهْ
    فى نقـْش ٍ وبناءْ
    وحضارة إنسان ٍ وعطاء ْ
    ولذا …
    فالدين ُ ـ بلاجدل ٍـ للهْ
    الدينُ ـ بلا جَدَلٍ ـ للهْ
    ***
    شعر/عبدالله نافع ـ المانيا

اترك رداً على autoscriptor إلغاء الرد