أوباما “الكيني” رئيس أمريكا

Rosa Parks sat so Martin Luther King, Jr. could march. Martin Luther King, Jr. marched so Barack Obama could run. Barack is running so our children can FLY!

obama

لم أستطع الخروج من المنزل صباحًا حتى أعرف هل سيفعلها الكيني الإفريقي ويصبح الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين. وقد كان، حوالي الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت الإمارات أعلنت السي ان ان أن فرجينيا أعطت أصواتها لصالح أوباما وبهذا أعلنوه الفائز المحتمل لانتخابات الرئاسة. فخرجت من الحمام بعد دش ساخن سريع، ودخلت في ملابسي بسرعة وحملت حقيبة ظهري ثم طبعت قبلة على جبين زوجتي وخرجت. أثنا رحلتي التى استغرقت نصف ساعة تقريبًا سمعت على الراديو خطاب الهزيمة لجون ماكين، فعلمت أن الموضوع برمته انتهى بالفعل لصالح أوباما، وبهذا تكون الولايات المتحدة قد انتخبت لها رئيسًا من أصول أفريقية. جون ماكين أقر بهزيمته بطريقة متحضرة وراقية ورغبة بدت حقيقية لأن يتوحد الأمريكيين حول رئيسهم الجديد. أثناء إلقائه خطاب الهزيمة قاطعه مؤيدوه بشكل يكاد مستمر معترضين على تقبله للهزيمة وعلى مدحه لأوباما وما يمثله فوزه الساحق في الانتخابات. عدما رأيت تسجيلا مصورًا لخطاب ماكين فيما بعد وجدته بجانب ذلك يشير بيديه للجمهور طالبًا منهم الهدوء والإصغاء لما يقول. بصراحة شعرت بشيء من التقدير لهذا الرجل العجوز الذي أراد بكلماته المختارة أن يلغي روح الفرقة التي شابت الحملة الانتخابية وأن يدعوا كل من لم يصوت لصالح أوباما أن يتقبله رئيسًَا وممثلاً له.

وصلت إلى العمل متأخرًا نصف ساعة ودخلت مكتبي وغرقت قليلا في العمل. بعدها ذهبت لجلسة عمل عند زميل لي يسمى ماثيو. ماثيو هذا من كاليفورنيا وكان من أشد الأمريكيين خجلا من جورج بوش. ماثيو هذا دخل علي مكتبي يوم أن تغلب الديمقراطيين على الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي لمجلس النواب الأمريكي وقال لي “اليوم فقط أستطيع أن أرفع رأسي ولا أخجل كوني أمريكي، لقد أساء جورج بوش وحزبه للأمريكين في أمريكا وخارجها في كل مكان، واليوم يثبت الأمريكيين رفضهم لسياساته وسياسات حزبه“.

المهم أني عندما رأيت ماثيو لأول مرة صباح يوم انتخابات الرئاسة وبعد أن علم العالم أن أوباما هو الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة وجدته يتحدث على الهاتف ويقول: “نعم، لقد تم الاعلان عن الأمر بالفعل، أوباما هو الرئيس المنتخب، ولقد أقر ماكين بهزيمته…. نتحدث فيما بعد إذن“. أنهى ماثيو حديثه على الهاتف ثم دعاني للدخول وسألني إذا كنت قد سمعت بالأخبار. قلت له “نعم حتى أني لم أتمكن من مغادرة منزلي قبل أن أعرف من الفائز“.

ذكرت لماثيو حديثه عندما أخبرني منذ سنتين عن فرحته بفوز الديمقراطيين على الجمهوريين واحتلالهم أغلبية مجلس النواب الأمريكي، وقلت له أن اليوم هو فرصة أخر للفخر، ولكن هذه فرصة تاريخية. قلت له:

ماثيو، عليك اليوم أن تفخر بكونك أمريكي. أشعر أن أمريكا قد تحررت من قيد عصبة الأشرار الذين حكموها ورسموا سياستها خلال السنوات الثمانية الماضية. على الأمريكيين أن يثبتوا للعالم مرة أخرى أن أمريكا هي أرض الفرص وأرض المساواة. وهذه فرصة لا تعوض لكي ترجع أمريكا مرة أخرة لمكانتها العالية التي وضعها فيها مؤسسو هذه الدولة. اليوم أمريكا أعطت الضوء الأخضر لفتى من مولود لأب كيني أن يكون على رأس الحكم ولم تأبه بجذوره الأفريقية أو بأبيه المسلم أو بتعدد ثقافاته وخلفياته. هنيئًا لكم أيها الأمريكيون. وما علينا في الشرق الأوسط سوى الانتظار الذي قد يطول عقودًا قبل أن تستطيع الشعوب العربية اعطاء التقدير اللازم لهذه القيم التي مكنت أوباما من الوصول إلى رئاسة أكبر دولة على كوكب الأرض